فاديا سابا بربر
المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 21/02/2019 الموقع : Ar Rahbah, Liban-Nord, Lebanon
| موضوع: رحلة الموت السبت فبراير 23, 2019 11:27 pm | |
| في ذاك الطريقِ المقفرْ دقَّ ناقوسُ الخطرْ ها هم يرابضونْ يتربصون شراً بكلِّ مَن عَبرْ فما السبيلُ والعملْ؟ إنهم سُفّاكُ الدماءِ أكَلَةُ لحومِ البشرْ. حدّثتُ نفسي أن أتراجعْ إنما عزمي أصرَّ أن يتابعْ في مكاني، كياني تسمّرْ ورحتُ أفكرُ... لِي في الأمامِ أَحبّةٌ وفي الوراءِ قومٌ ضاقَ ومن خذيِهم تضرَّرْ. زأرَ أحدُهم أن أتقدَّمْ ثم زأرَ وكرَّرْ تقدَّمتُ وتقدَّمْ قال بنبرةٍ غليظه: مهلاً ، من أنتِ؟ كيف تجرؤينَ على اقتحامِ حدودي؟ ألا تعلمينَ أنكِ تدوسينَ الخطرْ؟ إستبدَّ بي الخفرْ فرفعت ُ رأسي شموخاً وقلتُ بنبرةٍ عنيده: يا هذا: أنا تلك الصخرةُ وذاك البيتُ وذاك الشجرْ أنا مَن تُصلِّبُ بِاسم يسوعَ وتوحَّدُ الله مثلَ محمد وتَقضيَ مثلَ عمرْ بل أنت، مَن أنتْ؟ ألا تدركُ أنك غريبٌ ههنا؟ ألمْ تسمعْ أنّ لا سُكنى لك بيننا؟ وأنَّ الأرضَ التي تُدنِّسُ ليست موطِئاً لِمن كَفَرْ؟ بِأيِّ حقَّ تُفتي وتُعلِن وبِمَ شرُّكَ في الأرضِ يُفسَّرْ؟ شُعوبٌ تُقتَلُ بِاسمِ الدينِ سودٌ وبيضٌ ومن كل جِنسٍ ومعهم ذاك الرجلِ الأسمرْ عمودُ نارٍ دارَ في زنزانةٍ وهوى هيكلاً تجمَّرْ رُسلُ سلامٍ غابوا في مجهولِكَ وبناةُ مجدٍ بِزِيِّ عسكرْ مآذِنُ تُشفُّ رْؤوسُها وكنائسُ تُدكُّ أجراسُها والحجرْ أيُّ دينٍ غريبٍ تعتنِقُ؟ دينٌ، مُفتيكَ خالَفَ شَرعَه فتاجرَ به وقد حرَّفهُ وحوَّرْ. سمِعتُ صريرَ أسنانِهِ حتى كادَت أن تتكسرْ ودار على نفسِهِ كَلَولبٍ ينخُرُ الأرضَ لِيغرقَ ثم شَهقَ سَخَطاً وزَمجرْ غمزَ بِعينِهِ، وأوحى لِعُلجٍ أن يتحضَّرْ رفع يدَهُ فَناوَلَه آلةَ قتلٍ وعن أنيابِهِ النتِنةِ أفرجَ وكشِّرْ فَهبَّتْ من فِيِّهِ ريحٌ كَرِيهٌ ومن عينيهِ تطاير الشَّررْ فكَّرتُ بِانني الآنَ مائتةٌ ومن عينيَّ... سقطت دمعةٌ كحبَّة مطرْ بِمَ سأشعرُ؟ وكيف يتلقى ذويَّ الخبرْ؟ ولَم أعدْ أرى إلّا غُباشةً وبخاتِمتي كلً تفكيري انحصرْ سمِعتُهُ يقول حانقاً: ما تراني فاعلا؟ أتموتينَ بالسّيفِ أمِ الجَلدِ أو تختارينَ رَمياً كَي تكوني عِبرةً لِمنِ اعتبرْ؟ وما دمتُ مائتةً صرختُ: أُقتُلْ، أُقتُلْ كيفما شِئتَ إنما القتلُ للجسد والرّوحُ أمامك بِغِوىً تتبخترْ. تجهَّمَ وجهُهُ،... ضربَ الأرضَ بِرِجلِهِ فَفَرْ من تحتها فُتاتُ حجرْ كم هو مغتاظ !!! إنما هو جبانٌ قد تجبَّرْ حَمَى نفسّهُ بِجُعبةٍ سطَّرَ فيها آلاتِ قتلٍ إستعرض بعضَها... ثم تأهَّبَ واستنفرْ وأومأ للعُلجِ أن يتصرَّف. كبَّلَ يديَّ وجرَّني مُستعجلاً... وغاص بي بين الشجر ورأيتُ صفّاً طويلاً، أناساً بِلباسٍ أحمرْ بعضُهم قد حنا من وهنٍ والبعضُ شامخُ الرّأس شاكياً وقومٌ احتضنوا الأرضَ سُجَّداً جثثٌ توزعتْ بين الحُفرِ رؤوسٌ ، بعضُها ملثَّمٌ وبعضُها من جسده قد تحرَّرْ سألتُ طيفاً زارني: أأنا في حلُمٍ أم في حَضرةِ الموتِ المُنتظَرْ؟ ولم أسمع جواباً شافياً إنما استلَّ العُلجُ سيفاً وهمَّ أن يَشِفَّ هامتي بعد أن بَسملَ وكبَّرْ فارتجفتْ يمينُهُ وتَقهقرْ يدُ الله الخفيَّةِ سَمَّرتها وتلك آيةٌ لكلِّ مَن تنكَّرْ فَيا عُرْبُ هيّا استفيقوا وعلى أطلالكم كَفاكُم نَعيقا هيّا... اغسلوا أيديَكم من دماءٍ بريئةٍ كما غسل يديهِ قيصرْ ولا تضحكوا لِظُلمٍ فتتندَّموا كما تندّم اليهودُ لقتل ابنٍ البشرْ أو تأتي ساعتُكم لِتغوروا فالظالمُ له يومٌ مهما اقتدَرَ أو تجبّرْ. ........ فاديا
| |
|
الشاعر محمد فتحى السيد
المساهمات : 30 تاريخ التسجيل : 02/02/2019 الموقع : جمهورية مصر العربية
| موضوع: رد: رحلة الموت الأربعاء فبراير 27, 2019 11:55 am | |
| | |
|
فاديا سابا بربر
المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 21/02/2019 الموقع : Ar Rahbah, Liban-Nord, Lebanon
| موضوع: رد: رحلة الموت الجمعة مارس 01, 2019 10:59 pm | |
| | |
|
dena mohamed
المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 04/03/2019 الموقع : مصر
| موضوع: رد: رحلة الموت السبت مارس 16, 2019 5:53 pm | |
| | |
|