إبراهيم محمد بديوي مصرى مواليد 1968
دبلوم فنى كهرباء مهتم بشعر الفصحى أحاول توظيف الألفاظ والمعانى البسيطة وإيصال الشعر الفصيح بطريقة سهلة ميسرة على القارئ العادى
من بعض كتاباتى
(الطابور) مجزوء البحر المتدارك
صاحَ الناعِى فجراً
ينعَى جاراً قد ماتْ
فعَجِبتُ وبى أسفٌ
إذ نحنُ هُنا أمواتْ
فهُنالِكَ فى وطنِى
ماتت كلُّ الحاجاتْ
لم يبقَى من شيءٍ
إلَّا وجعَ الآهاتْ
طابوراً قد صارت
فينا كلُّ الأزماتْ
فقرٌ جهلٌ مرضٌ
صرنا وطنَ العاهاتْ
طابورٌ خدَّاعٌ
يتعرَّجُ كالحيَّاتْ
بل طابورٌ لصٌ
يَسرِى فى عمقِ الذاتْ
كى يقتُلَكُم بُؤساً
ويُحَوِّلَكم لفُتاتْ
فكفَاكُمْ من ذُلٍّ
فلقد حانَ المِيقاتْ
هيّا انتفِضُوا هيَّا
يا طابورَ الأمواتْ
ها نحنُ نمدُّ يداً
نتسوَّلُ كى نَقْتَاتْ
ونُباعُ بلا ثمنٍ
فى أيَّامٍ نَحِسَاتْ
وشبابٌ قد ماتت
فيهم كلُّ الطاقاتْ
هم ينتَحِرونَ هُنا
عشراتٌ بل ومِئاتْ
فالموتُ لهم خيرٌ
من عيشٍ كالأمواتْ
ياطابوراً صِرتُمْ
عظماً نَخِراً ورُفاتْ
إبراهيم بديوى
(القاضى ) البحر الكامل
يا أيُّها القاضِي المُقدَسُ حُكمُهُ
حاذِرْ فلا تقضِي بِحُكمٍ جاهِلاْ
يومَ القيامةِ لا نجاةَ لظالمٍ
طوقُ النَّجاةِ بدَى قضاءً عادلاْ
عُقباكَ إنْ تظلمْ جَهنَّمُ فى غدِ
شرُّ الجهالةِ أنْ تُضَيِّعَ مَوْئِلاْ
سُكنَاكَ لو تَعدلْ غداً عليائُها
تَسعَد بما قدَّمْتَ نِعمَ المنزِلاْ
خُسرانُ دُنياكَ الدنيئةِ لايكنْ
إلا رضاً للهِ خيراً عاجلاْ
لا تَخشَ لومةَ لائمٍ مُتَشَدَّقٍ
وعلى إلهِ الناسِ كُنْ مُتَوكِّلاْ
لايدفعنَّكَ بُغْضُ قومٍ ظُلْمَهُمْ
إعدلْ وكُن بالصَّبرِ كُن مُتَجَمِّلاْ
كلُّ الملوكِ يزولُ يوماً ملكُهاْ
فاضْرَع لربِّكَ عابداً مُتَبَتِّلا
إبراهيم بديوى
(ثورة قلب) مجزوء البحر المتدارك
وحفرتُ قبرَكِ بالدَّمِ
فى القلبِ في جوفِ الضُّلُوع
ووقفتُ أبكي عِشقَنَا
أروِيهِ من فيضِ الدُّمُوع
وبنارِ أشواقٍ خَبَتْ
أوقدتُ أعوادَ الشُّموع
رَتَّلتُ فيكِ برهبةٍ
أوجاعَ قلبي في خُشوع
ودَّعتُ أسقامَ الهوَى
ودَّعتُ أيَّامَ الخُنُوع
فى القلبِ قامت ثَوْرةٌ
أعلنتُها لا للرُّكوع
ما عُدتِ لي حُلمَ الغدِ
رغمَ الجَوَى رغمَ الصُّدُوع
لكنَّهُ جُرحٌ صحَى
من غفوةٍ بعد الهُجوع
ياخمرَ نفسى والمُنى
أصبُو إلى ذاكَ الخُضوع
إبراهيم بديوي
البحر الكامل
روحى فدا
وأنا بنارِ الشُّوقِ قلبي يكتَوِي
ويزُورُنِي طيفُ اشتياقٍ فى دمِي
فتَثُورُ أشجانِي كعُصفُورٍ غدا
يصبُو إلى محبُوبِه المُتَلَوِّمِ
يابهجةَ النَّفسِ الحزينةِ إنَّنِي
لا عيشَ لِى بالهجرِ بعدَكِ فارحَمِي
لا تُنكري ما بيننا إنْ تُبصري
ستَرَينَ طَيفِي مثلَ طيرٍ حُوَّمِ
ستَرَين قلبي فَيضَ عِشقٍ غامِرٍ
لا غَيضَ مهما تجحدي بتغشمِ
ياقرةَ العينِ اطلبي رُوحِى فداً
فأكونَ بينَ يديكِ نعمَ المَغنَمِ
سأعيشُ أسعَى نحوَ قلبِكِ راغباً
حتَّى يضيعَ العمرُ كيما تَعلَمِي
ياحبَّذا لو عِندَ قبرِي ساعةً
تروينَنِي من دمعِكِ المُتَرنِّمِ
وبوجهِكِ الوضَّاءِ قومي وارفعي
كفَّيكِ للَّه الكريمِ المُنعِمِ
وتَضَرَّعِي وتَشَفَّعِي لا تبخلي
أن تمنحينِي قلبَكِ المُستَرحِمِ
إبراهيم بديوي
قصيدة تفعيلة البحر المتدارك
(روح من وجهين)
سألتنى يوماً قالت أخبرنى
ما وصفك إذ قد تشبهنى
فأنا بحياتى مرَّت كلُّ صنوف
العشقِ الخدَّاعةْ
إنِّى بربيعِ العمرِ ولكنِّى
مازالَ الحلمُ يراودنى
وينازعُ نفسى الملتاعة
هل تقبلُ بامرأةً مثلى
أم إنكَ تخجلُ من قولى
ياحلمَ سنينى أخبرنى
فأجبتُ نعم ياسيدتى
إنِّى موصوفٌ بالصمتِ
وملامحُ وجهِكِ تُشبهنى
ويقاربُ سمْتُكِ من سمتى
فأنا وكذالكِ أو أنتِ
روحٌ من وجهينِ
جسدٌ من شطرينِ
فى بئركِ قد سقطت دلوى
لا شيءَ هنا حولى
لاشيء سوى أنتِ
وأنا أنتِ
إبراهيم بديوى
(عذرا أخى) مجزوء البحر الكامل
عُذراً أخِى لكنَّهُ
مازال بالوجهِ القِناعْ
ضاعت قضيَّتُنا سُدَى
والكلُّ أعلنَ الانصِياعْ
لن تستطيعَ القولَ لا
فهناكَ أصواتٌ تباعْ
عِرضُ العروبةِ مَرتَعٌ
ورُعاتُنا وكرُ الضِّباعْ
وحصارُكُ الظمآنُ من
أولادِ أمِّكَ بالقِطاعْ
الكلُّ يشجبُ إنَّما
كذبٌ وغشٌّ وانخِداعْ
سَقَطَتْ بِلادُكَ حيثُما
بئرٌ ويوسُفُها يباعْ
وسَقَطْتُ قُربَكَ ضائعاً
بالشَّامِ يُنهشُنِى الرِعاعْ
عذراً أخِى إِخلاصُنا
أضَحى لهم شرَّ اتِّباعْ
مثلَ الجنونِ لَهُم فَهُم
فى عُرفِهم ذاكَ اقتناعْ
ذهبَ الَّذين نُحُبُّهمْ
بيدِ الخيانةِ والخداعْ
أين المفرُّ عروبتى
أينَ المفرُّ من الضَّياعْ
فعدوُّنا من جِلدِنا
كيفَ الخلاصُ والانقشاعْ
إبراهيم بديوى