المساهمات : 557 تاريخ التسجيل : 24/01/2019 العمر : 59 الموقع : جمهورية مصر العربية
موضوع: الشاعر مصطفى رضوان - المغرب السبت فبراير 02, 2019 1:01 pm
الشاعر مصطفى رضوان - الجنسية / مغربي الصفة / أديب و شاعر - الميلاد / الدار البيضاء - الإقامة / الدار البيضاء ------------------- 1 علامة " قف" كنت جالسا بمقهى الملائكة تحفني الشياطين من كل جانب وحوش بشرية لم يكن همها سوى النميمة و استراق النظر لكل من مر حولهم .. تسمع قهقهاتهم و همهماتهم لأتفه الأسباب .. كان على الطرف الأخر يجلس عجوز بردائه العتيق يختلس النظر إلي و بين الفينة و الأخرى يرشف ما تبقى من فنجانه و هو يسعل بشكل واهن ممسكا بسجارته من نوع رخيس و قديم و كأنه الوفاء على الاستمرار إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعول .. كنت غارقا في التفكير و أنا أقرأ باندهاش و استغراب الفعل الإجرامي الذي يندى له الجبين حيث قامت مجموعة إرهابية بدبح سائحتين أجنبيتين كالخرفان دون شفقة أو رحمة بجبال الأطلس نواحي مدينة مراكش ..لطالما تساءلت كيف يفكر مثل هؤلاء !؟.. أي هواء يتنفسون و أي قلب يحملون !؟ ذهبت بنظري بعيدا .. كانت علامة "قف" في الطرف الآخر تنظر إلي بلونها الأحمر القاني و كأنها تطالبني بشيء أو تعاتبني على شيء .. مر بجانبي طفل صغير يتسول و بجانبه شيخ ضرير يتأوه كان يموء كقط جائع يستغيث.. لا أحد إلتفت إليه أو قلب حن إليه .. أخرجت دريهمات كانت في جيبي و بينما أنا أمدها إليه كانت علامة "قف" تنظر إلي .. امرأة تطلب العون.. الزوج عاطل و لديها أربعة أطفال و المخزن أمرها بالإفراغ فكان مصيرها الشارع .. استنذت إلى العمود الحديدي لعلامة قف و جلست تنذب حظها .. غني بسيارته الفارهة يمشي بسرعة فائقة على بؤس الفقراء يقتل طفلة صغيرة في مقتبل العمر يقطف ربيعها قبل أن يزهر كانت تقطع الشارع .. لم يحترم علامة "قف".. و متى كان هؤلاء يحفلون لعلامة "قف" !!؟؟ لأول مرة في حياتي شعري وقف و أنا انظر بيأس إلى علامة "قف" .. كانت تناديني تأمر إنسانيتي بأن تقف .. تصرخ في وجهي : قف قبل أن يفوت الأوان .. --------------------------------------------------------- 2 التوقيع الأخير النملة التي كانت تتسلل إلى فنجاني لتسرق السكر غادرت مدينتي نحو المعسكر.. و حورية البحر ، عروس البحر صديقتي .. خانها القمر.. و وردتي الجميلة التي كانت تسكن نافذتي .. كانت تهديني كل صباح من عطرها الفواح ..ماتت تحث هزيز الرياح و شدة المطر.. لونك أسود أيها القادم من معركة الحب مهزوم .. مكلوم ..تجر جرحك الخطر فحبيبة قلبك سافرت في جنح الليل الى أحضان الغجر .. دون أثر أو خبر كفكف دموع الشمع ..دموع السهر يختلف يا صديقي دمع الشوق و العشق عن دموع البشر .. الدمع المر في وجدانك يحتضر .. لملم قصائدك الجريحة في كل واد وامسح عن وجهك طول الكرى و السهاد و ارحل عن دنيا العباد .. حيث رماك القدر.. مثقل قلبك بالذكريات ..و أجمل اللحظات و طنين الهمسات يملأ وجدانك.. يستجديك .. لإعادة النظر.. لا تخبره بما حصل .. فما حصل قد حصل .. ما لجرح بميت إلام وخز الإبر .. -------------------------------------------------------- 3 سفر ما سر الغموض الذي يسافر في عينيك تكلفا تبتسمين لي في حلكة الظلام و انا مستسلم في معركة الأخيرة بين يديك عبثا ألتقط أنفاسي المنفوشة على السرير و رائحة العرق الطافحة تجعلني لك أسير أجر ديول الأزمنة المحطمة .. كسير و على أرصفة الذكريات أضع رأسي أقلب دفاتري أبحث عن وطن كان يحمل اسمي و كنت أنت ملاذي الأخير .. لا احد يشعر بآلامك و أنت ترشف الهم لذلك ابتسم رغما عنك و انت واقف هناك تقدم نفسك كقربان لآلهة الوهم سيذبحونك من الوريد إلى الوريد دون ان تسيل منك قطرة دم و على منصة العالم سيقدمونك كبطل ملهم لا تهتم .. فالأمر سيان أكنت القاضي أم المتهم لا تهتم .. سافر لكن عليك ان تختار لا تدع الفرصة للأقدار و اختر السفر في القطار كي لا تموت مرتين .. النهايات السعيدة لا تحدث دئما .. فقد ولى ذاك الزمان .. في عالم يعيش بلا قيم و اختلطت فيه الألوان..