رقصت هناك صبية عرجاء
في نشوة عبقت بها الأرجاء
فوق الجبال تجملت في ربضها
و لي الطريق تنهد و بكاء
مجهولة في قومها مهجورة
لكن يهيم بحبها الغرباء
لا أدعي أني سمعت بإسمها
أو حالها أو أنها سمراء
يكفي بأني قد شعرت بروحها
أنثى يزيد حياءها الإقصاء
صدحت بإسمي في المساء تكهنا
فتداولته تضامنا أصداء
أهدت إليّ عواطفا ملغومة
بالسحر تنفثها لي الأجواء
قصدت فؤادي كالرماح تسوقها
ريح الشتاء و بسمة بلهاء
هذا الجنون من الخيال يذبيني
فيشق صدري بالغموض بهاء
فمتى ستوقف رقصها كي أنتهي
من غفوتي و سينتهي الإملاء ؟
أتراها قد عرفت بأني أعرج
روحا فما يرقى إليّ نداء
فمضت تخلّد دورها في حكمة
لا فتنة بقيت و لا رقباء
عبد القادر صيد
الجزائر